من أشهر الكيميائيون العرب مسلمة بن أحمد بن قاسم المجريطي نسبة الى مجريط (مدريد حاليا) , لا يعرف الكثير عن سيرته سوى أنه كان
بين أنبغ علماء الأندلس في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله. قال عنه صاعد الأندلسي أنه أفضل علماء الكيمياء والرياضيات والفلك في الأندلس والمغرب العربي، ورغم إلمامه بالكثير من العلوم -مثله مثل الكثير من علماء المسلمين في ذلك الوقت- إلا أنه ذاع صيته في مجال الكيمياء؛ لأنه حاول تخليصها مما أحاط بها من خرافات.
بين أنبغ علماء الأندلس في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله. قال عنه صاعد الأندلسي أنه أفضل علماء الكيمياء والرياضيات والفلك في الأندلس والمغرب العربي، ورغم إلمامه بالكثير من العلوم -مثله مثل الكثير من علماء المسلمين في ذلك الوقت- إلا أنه ذاع صيته في مجال الكيمياء؛ لأنه حاول تخليصها مما أحاط بها من خرافات.
نسبه ومولده وحياته العلمية
هو أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المجريطي، وُلِدَ في عام 338هـ/ 950م، ولُقِّبَ بالمجريطي لأنه ولد في مجريط (مدريد حاليًا)، ولكنه انتقل إلى قرطبة وتوفي بها سنة 398هـ/ 1007م. وكان دائم الترحال طلبًا للعلم، يناقش كبار العلماء، ويداولهم في آخر ما توصل إليه من بحوث، فسافر إلى بلاد المشرق، واتصل بعلماء العرب هناك.
رجع إلى قرطبة وأنشأ مدرسة كانت بمنزلة (معهد علمي)، يضمُّ العلوم النظرية والتطبيقية على غرار الجامعات التكنولوجية الحديثة، تتلمذ فيها صفوة من علماء الرياضيات، والفلك، والطب، والفلسفة، والكيمياء، والحيوان، من أمثال أبو القاسم الغرناطي الذي اشتهر بكتاب العمل بالأسطرلاب، وأبو بكر الكرماني الذي اشتهر بالجراحة والهندسة، وغيرهما الكثير.
بدأ المجريطي يدعو إلى دراسة الكيمياء دراسة علمية تعتمد على التجربة والاستقراء، وهو يذكر أن الرياضيات ضرورية لطالب علم الكيمياء؛ فقد كان ينصح طلابه بأن يتأَنَّوْا في دراسة النظريات الأساسية، ويُدَرِّبُوا أنفسهم على إجراء التجارب المخبرية.
مؤلفاته
(رتبة الحكيم)، و(غاية الحكيم).
ويُعتبر كتاب (رتبة الحكيم) للمجريطي من أشهر كتبه وأبقاها، وهو يتناول تطور الكيمياء عند علماء العرب في المائة والخمسين سنة التي مضت بعد ابن حيان، وعلى الأخص من الناحية العلمية، وفيما جمعه الكيميائيون من معلومات، ويعدُّه مؤرخو العلوم من أهم المصادر التي يمكن الاستفادة منها في بحوث تاريخ الكيمياء.
و(رتبة الحكيم) لا يختلف في مبادئه ونظرياته عن كتب ابن حيان والرازي، ومؤلِّفه يقدِّر هذيْن العالِمين كل التقدير، ويحيط جابرًا على الأخص بهالة من المديح والثناء والإعجاب. وفي الكتاب تبنَّى المجريطي نظرية جابر القائلة: إن المعادن تتكون من اتحاد الزئبق بالكبريت، تلك النظرية التي سيطرت على تفكير معظم علماء العرب من الكيمياء، كما اتفق مع جابر في أن المعادن تختلف، ولكن هذا الاختلاف راجع إلى نسبة الطبائع الأربع، التي هي أساس لكل الموجودات. كما وافقه أيضًا في أنه بالإمكان تحويل المعادن الخسيسة إلى نفيسة بواسطة الإكسير، فهو يردد: "الكيمياء دواء شريف وجوهر لطيف، ينقل الجواهر من أدناها إلى أعلاها"
وقد اهتم المجريطي في كتابه اهتمامًا خاصًّا بتجارب الاحتراق، والتفاعلات الناتجة عنه، والتغيرات التي تتمُّ عن أوزانها؛ تلكم التجارب التي كانت أساسًا لكافة النظريات الكيميائية الخاصة بأوزان المواد وتغييرها بالاحتراق.
التجربة التي ساعدت على صياغة قانون حفظ الكتلة :
قام المجريطي بتجربة تاريخية ذكرها في كتابة رتبة الحكيم، قائلاً: أخذتُ الزئبق الرجاج الخالي من الشوائب، ووضعته في قارورة زجاجية على شكل بيضة، وأدخلتها في وعاء يشبه أواني الطهي، أشعلت تحته نارًا هادئة بعد أن غَطَّيْتُه، وتركته يسخن أربعين يومًا وليلة، مع مراعاة ألاَّ تزيد الحرارة على الحدِّ الذي أستطيع معه أن أضع يدي على الوعاء الخارجي، وبعد ذلك لاحظت أن الزئبق الذي كان وزنه في الأصل ربع رطل، صار جميعه مسحوقًا أحمر ناعم الملمس، وأن وزنه لم يتغيَّر في هذه التجربة. يجب أن يزيد وزن الزئبق نتيجة لتفاعله مع الأكسجين: زئبق + أكسجين = أوكسيد الزئبق الأحمر. ولكن يظهر أن قسمًا من الزئبق قد تبخَّر... وكان نقص الوزن الناتج من ذلك معادلاً للزيادة الناشئة عن اتحاد باقي الزئبق بالهواء.
أوكسيد الزئبق الأحمر
|
إنها حقًّا تجربة لها أثرها الخالد في تاريخ الكيمياء، وقد اتخذها كلٌّ من بريستلي (عالم له نظريات في اكتشاف الأوكسجين)، ولافوازييه (أول من صاغ قانون حفظ المادة وتعرَّف على الأوكسجين) بعد نحو قرون سبعة أساسًا لبحوثهما.
ولو استطاع المجريطي ضبط هذه التجربة وأدرك ذلك، لكانت من أروع التجارب الكيميائية، ومع ذلك فقد وضع بها أسس الاتحاد الكيميائي؛ مثل القاعدة الكيميائية المعروفة بقانون المادة، الذي يقول: إن مجموع كل المواد الداخلة في أي تفاعل كيميائي، مساوٍ لمجموع كتل المواد الناتجة عن التفاعل. وبعد نحو سبعمائة عام طوَّر كلٌّ من بريستلي ولافوازييه هذه القاعدة، التي أدَّت دورًا مهمًّا في التاريخ العلمي، وتُعَدُّ من أسس الكيمياء الحديثة.
ارجوا ان تكونوا قد استفدتم من هذه النبذة القصيرة من حياة أحد علمائنا المسلمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق